الحرف ما دلّ على معنى في غيره ، وقد اقتبسوه من كلامه ـ ع ـ وأفسدوه بتبديل كلمة «أوجد» بكلمة «دلّ» ، فخرج به التعريف عن تمامية الانطباق على المعرف وفسد من جهة أخرى ، هل ظهور الدلالة في كون المعنى إخطاريا مبائنا للمعاني الاسمية من هذه الجهة والظاهر أن يكون منشأ ذلك عدم التنبّه لإيجادية المعنى الحرفي إلا قريبا من عصرنا ، ومن هنا لم نقف له على عين ولا أثر في كلمات السابقين إلا عن النائيني ـ قدسسره ـ وسيما من اليهم كل أحد بفطرته ما يجار فيه فكره الأدهى.
المقام الثاني :
في تحقيق ان المعاني الحرفية هل هي خاصة أو عامّة؟ وقد اختلفوا فيه على أقوال ثالثها التفكيك في عمومها وخصوصها بين مرحلتي الوضع والاستعمال ، ولا بدّ من تحقيق المقام من تقديم أمور :
الأول :
ان مقتضى ما تقدّم من تقدّم معنى الحرفي بالحصول في موطن الاستعمال لغيره والفناء عن هوية ذاته وإن كان عدم إمكان تصوّره عن الوضع إلا بوجه وبتوسّط المفاهيم الاسمية المنطبقة عليه ، لكن بعد وضوح كفايته فيما يتوقّف عليه الوضع في تحديد هذا المعنى على كل تقدير وبداهة ان كل ما يوجد في موطن الاستعمال بأدائه ، هو الذي وضعت الأداة لإيجاده دون غيره ، وإلا من محض العبث واللغو دون