لم يعقل كون الحروف أيضا أدوات إيجادية وإلا لزم استعمال لفظين في إيفاء معنى واحد ، عكس مسألة استعمال لفظ واحد في المعنيين في عرض واحد ، بل لا بدّ على هذا المبنى الفاسد من أصله ، كما عرفت من التزام بلحوق الخصوصية المذكورة جزافا بلا دالّ ولا آلة ، واستعمال الألفاظ الموضوعة لنفس المعاني المنضمّة هي إليها في المجموع المركّب من الأمرين ، وكون الحروف كالاعراب محض علامات لذلك ، والجمع بين الأمرين محال آخر يقال في المقام ، وجمع بين طرفي النقيضين كما لا يخفى.
الرابعة :
أن تكون عند إيجادها بأدواتها فانية عن نفسها ، وما هو عنوان ذاتها ملحوظا بها غيرها ، جارية في ذلك مجرى ألفاظها في كونها عند إيجادها لإيراد المعاني غير مشعور بها ، ولا ملتفت إليها لا لمتعلّقات العقود في كونها ملحوظة في أنفسها ، مقصودة لذاتها عند إيجادها كي يلزم الخلف المتقدّم ، وقد عدّة هذه الجهة كنفس عدم الاستقلال في المفهومية مقوّما لذات المعنى الحرفي ، ومن عمدة مميّزاته وهو كذلك.
وتوضيح ذلك :
أنه بعد أن تبيّن امتياز المعاني الحرفية عن الاسمية في ذات المعنى وسنخه ، وكون الاستعمال في إحدى الطائفتين إخطار للمعنى