مفهوميّة قائما بمفهوم آخر حاصلا فيه ولو موضوعا له لفظه بما أنه آلة لحصوله في ذلك الغير كذلك.
ومرجع تنظيرهم للمعاني الاسمية والحرفية بالجواهر العينية وأعراضها أيضا إلى ذلك ، وهذا بالنسبة إلى كون المعاني الاسميّة في عالم المفهومية كذلك ظاهر ، إذ كما أن استقلال الأعيان الجوهرية في الشيئية عبارة عن كونها حاصلا في نفسها ولنفسها ، متقررة في عالم العين بما هي أشياء بحيالها غير مفتقرة في ذلك إلى الحصول في شيء آخر ، واللحوق به بأحد أنحائه كي يكون فانية فيه ووجها له ، فكذلك استقلال المفاهيم الاسمية في المفهومية أيضا ، إنما هو عبارة عن كونها في عالم المفاهيم كذلك بحيث لا حصول ولا جهة لها لمفهوم آخر ولا لحوق ولا قيام لهما ، ولا افتقار لها في استعمال ألفاظها فيها ودلالتها عليها بما هي معانيها الافرادية إلى انضمامها بمفهوم آخر تكون هي حاصلة فيه ، وأما بالنسبة إلى عدم استقلال المعاني الحرفية في المفهومية وجريانها بهذه الأعيان مجرى الأعراض العينية.
فتوضيحه :
انه تنقسم كما تقدّم إلى إيجادية محضة ونسبيات ، هي ذات وجهين تشارك ساير الإيجاديات بأحدهما وتمتاز عنها بالأخرى ، فهي حينئذ تشارك غيرها فيما هو مناط عدم استقلالها جميعا في المفهومية بملاك واحد هو كونها توجد في ظرف الاستعمال عرضا لمفهوم آخر ، وتنفرد بذلك فيما لها من الجهة المختصة وهي وقوعها في مرحلة