اجتمع خمسة على رأي واحد وأبي واحد فاشدخ رأسه بالسيف! وان اجتمع أربعة فرضوا وأبى الاثنان فاضرب رأسيهما ، فان رضى ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا فحكموا عبد الله بن عمر فان لم يرضوا بعبد الله فكونوا مع الذين فبهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس وخرجوا.
فقال علي لقوم معه من بني هاشم : ان أطيع فيكم قومكم فلن يؤمروكم أبدا ، وتلقاه العباس فقال له : عدلت عنا! قال له : وما أعلمك؟ قال قرن بي عثمان ثم قال : ان رضى رجلان رجلا ورجلا ورجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فلو كان الآخران معى ما نفعانى ، فقال العبّاس : لم أدفعك في شيء الا رجعت الي متأخرا بما أكره. أشرت عليك عند وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الأمر فأبيت. وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى أن لا تدخل معهم فأبيت ، فاحفظ عنى واحدة : كلما عرض عليك القوم فأمسك الى أن يولوك واحذر هذا الرّهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا فيه غيرنا.
فلما مات عمر وأخرجت جنازته تصدى علي وعثمان أيهما يصلى عليه فقال عبد الرحمن : كلا كما يحب الأمر! لستما من هذا في شيء! هذا صهب استخلفه عمر يصلى بالنّاس ثلاثا حتى يجتمع النّاس على امام ، فصلى عليه صهيب فلما دفن عمر جمع المقداد بن الأسود أهل الشورى في بيت عائشة بإذنها وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب وأمروا أبا فروة فحجبهم ، وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما وقال : تريدان أن تقولا حضرنا وكنّا في الشورى.
فتنافس القوم في الأمر وكثر بينهما الكلام كل يرى انه أحق بالأمر ، فقال أبو طلحة ، لا تتدافعوا فاني أخاف أن تناقضوها ، لا والذي ذهب بنفس محمد لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمر بها عمر وأجلس في بيتي ، فقال