ولنذكر في هذا المقام بعض الأحاديث الواردة في ذم الفتيا بغير علم وحرمتها :
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض » (١).
قال المناوي والعزيزي بشرحه ـ واللفظ للأول : « حيث نسب الى الله ان هذا حكمه وهو كاذب » (٢).
واخرج ابن الأثير : « ان عمرو بن العاص [ عبد الله بن عمرو بن العاص ] قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ـ وفي رواية : من العباد ـ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضّلوا وأضلوا. وزاد في رواية قال عروة : ثم لقيت عبد الله بن عمرو على رأس الحول فسألته فرد علي الحديث كما حدث وقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول. أخرجه البخاري ومسلم » (٣).
وقال : « وأخرجه الترمذي مختصرا ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العلماء ، ولكن يقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا » (٤).
وقال مجد الدين عبد السلام الحراني في [ المنتقى ] : « وعن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على الذي أفتاه. رواه أحمد وابن ماجة.
__________________
(١) الجامع الصغير.
(٢) التيسير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٤٠٢.
(٣) جامع الأصول ٩ / ٢٣.
(٤) جامع الأصول ٩ / ٢٥.