وقال الشوكاني في ( القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد ) : « ومما استدلوا به حديث : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، والجواب : ان هذا الحديث قد روى من طرق عن جابر وابن عمر رضي الله عنهما ، وصرح أئمة الجرح والتعديل بأنه لم يصح منها شيء ، وان هذا الحديث لم يثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تكلم عليه الحفاظ بما يشفي ويكفي ، فمن رام البحث عن طرقه وعن تضعيفها فهو ممكن بالنظر في كتاب من كتب هذا الشأن وبالجملة : فالحديث لا تقوم به حجة ».
قال ولي الله بن حبيب الله اللكهنوى في ( شرح مسلم الثبوت ) بعد كلام له : « وأما المعارضة للحديثين المذكورين بقوله صلّى الله عليه وسلّم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم .. رواه ابن عدي وابن عبد البر ، وبقوله خذوا شطر دينكم عن الحميراء ، أي عائشة رضي الله عنها ، فإنهما يدلان على جواز الأخذ بقول كل صحابي وقول عائشة وان خالف قول الشيخين أو الأربعة ، فتقاعد احتجاجكم كما في المختصر لابن الحاجب.
فتدفع بأنهما ضعيفان. في الحاشية على أن الثاني يتبادر منه الرواية ، أما ضعف الاول فلما قال أحمد لم يصح ، والبزار : لا يصح مثل هذا الكلام عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ....
اعلم أن الحديث الاول وان روي في المعتبرات ... ولكن لم يصح منها شيء قاله احمد والبزار ، قال ابن حزم في رسالته الكبرى : مكذوب موضوع باطل. نعم الحديث يؤدي بعض معناه ، وهو حديث أبو موسى المرفوع .. ».
وقد ترجم ولي الله لنفسه في كتابه ( الاغصان الأربعة ) واستدرك عليه