لقد ادعتا باطلا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فردهما النبي فيما أخرجه الحاكم وابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر العسقلاني ، وهذا نص ما جاء في ( المستدرك ) قال : « أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي ثنا عبد العزيز ابن معاوية البصري ثنا شاذ بن فياض أبو عبيدة ثنا هاشم بن سعيد عن كنانة عن صفية رضي الله عنها قالت : دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا أبكي ، فقال : يا بنت حي ما يبكيك؟ قلت : بلغت [ بلغني ] ان حفصة وعائشة ينالان مني ويقولان نحن خير منها ، نحن بنات عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأزواجه.
قال : ألا قلت : كيف تكونون [ تكونان ] خيرا مني وأبي هارون وعمي موسوى زوجي محمد » (١).
* وقصة تواطئهما في أمر العسل مشهورة ، وقد نزل بها القرآن ورويت في الصحاح والمسانيد ، فأخرجها البخاري في كتاب التفسير ، وكتاب الايمان والنذور ، ومسلم في كتاب الطلاق. ورواه جلال الدين السيوطي في ( الدر المنثور ) بتفسير سورة التحريم عن ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه ....
قال البخاري في كتاب الطلاق : « حدثني الحسن بن محمد بن [ ال ] صباح حدثنا حجاج عن ابن جريح قال : زعم عطاء انه سمع عبيد بن عمير يقول : سمعت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة ان أيتنا دخل عليها النبي صلّى الله عليه وسلّم فلتقل : اني [ ل ] أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له ، فنزلت ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما
__________________
(١) المستدرك ٤ / ٢٩.