ترجم له الحافظ السخاوي وأثنى عليه بما ملخصه : « ولد في ثامن عشر ربيع الاول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها ، وعرض على ابن خطيب الناصرية والبرهان الحافظ والشهاب ابن الرسام وغيرهم من أهل بلده وتفقه بالعلاء الملطي ، وأخذ النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق عن الزين عبد الرزاق أحد تلامذة العلاء البخاري ، وكذا لازم ابن الهمام ، وبرع في فنون ، وأذن له ابن الهمام وغيره ، وتصدى للإقراء ، فانتفع به جماعة وأفتى وقد سمعت أبحاثه وفوائده وسمع مني بعض القول البديع وتناوله مني ، وكان فاضلا مفننا دينا قوي النفس محبا في الرياسة والفخر » (١).
لقد قدح أبو ذر الحلبي شارح الشفاء في حديث النجوم حيث قال معترضا على القاضي عياض : « وكان ينبغي للقاضي أن لا يذكره بصيغة جزم لما عرف عند أهل الصناعة ، وقد سبق له مثله مرارا ».
وترجم له الحافظ السخاوي في ( الضوء اللامع ) ترجمة مطولة نلخصها فيما يلي : « لزم الاعتناء بالحديث والفقه ، وأفرد مبهمات البخاري ، وكذا اعرابه بل جمع عليه تعليقا لطيفا لخصه من الكرماني والبرماوي وشيخنا ، وآخر أخصر منه ، وله التوضيح للأوهام الواقعة في الصحيح ، ومبهمات مسلم أيضا ، وقرة العين في فضل الشيخين والصهرين والسبطين ، وشرح الشفاء والمصابيح ولكنه لم يكمل ، والذيل على تاريخ ابن خطيب الناصرية ، وغير ذلك ، وأدمن قراءة الصحيحين والشفاء ، خصوصا بعد وفاة والده ،
__________________
(١) الضوء اللامع ٢ / ٢١٠.