عمار رضياللهعنه في تاريخه وقوله : « وعاتبه رجلان جليلان ممن توقف عن القتال لما التقى الفريقان في كلام معناه : ما رأينا منك قط شيئا نكرهه سوى إسراعك في هذا الأمر ، يعني في القتال مع علي ، أو نحو ذلك من المقال » (١).
ومثل هذا عندهم كثير ، ولكن « لن يصلح العطار ما أفسده الدهر ».
ويتضح من هذا الحديث ضلالة طلحة والزبير ، إذ لم يهتديا بهدى عمار يوم الجمل ، على ان الزبير كان يعلم وجوده في جيش امير المؤمنين عليهالسلام.
قال الطبري : « قال قرة بن الحارث : كنت مع الأحنف بن قيس وكان جون بن قتادة ابن عمي مع الزبير بن العوام ، فحدثني جون بن قتادة قال : كنت مع الزبير فجاء فارس يسير ـ وكانوا يسلمون على الزبير بالامرة ـ فقال : السلام عليك أيها الأمير. قال : وعليك السلام ، قال : هؤلاء القوم قد أتوا مكان كذا وكذا ولم أر قوما أرث سلاحا ولا أقل عددا ولا أرعب قلوبا من قوم أتوك ، ثم انصرف عنه. قال ثم جاء فارس فقال : السلام عليك أيها الأمير ، فقال : وعليك السلام ، قال : جاء القوم حتى أتوا مكان كذا وكذا فسمعوا بما جمع الله عز وجل من العدد والعقدة والحد ، فقذف في قلوبهم الرعب فولوا مدبرين. قال الزبير : أيها عنك الآن ، فو الله لو لم يجد ابن أبي طالب الا العرفج لدب إلينا فيه ، ثم انصرف.
ثم جاء فارس وقد كادت الخيول أن تخرج من الرهج فقال : السلام عليك أيها الأمير. قال : وعليك السلام ، قال : القوم قد أتوك ، فلقيت عمارا فقلت له فقال لي : فقال الزبير : انه ليس فيهم ، فقال : بلي والله انه لفيهم ، قال : والله ما جعله الله فيهم ، فقال : والله لقد جعله الله فيهم ، قال : والله ما
__________________
(١) مرآة الجنان ـ حوادث ٨٧.