قال : فلما كان الصبح خرج عمر الى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا استوت جاء هو فكبر. قال : ودخل أبو لؤلؤة في الناس وفي يده خنجر له رأسان نصابه في وسطه ، فضرب عمرست ضربات إحداهن تحت سرّته وهي التي قتلته ، وقتل معه كليب بن أبي البكير الليثي وكان خلفه ، فلما وجد عمر حر السلاح سقط وقال : أفي الناس عبد الرحمن بن عوف؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، هو ذا ، قال تقدم فصلّ بالناس ، قال : فصلى عبد الرحمن بن عوف وعمر طريح ثم احتمل فأدخل داره.
فدعا عبد الرحمن بن عوف فقال : اني أريد أن أعهد إليك ، فقال : يا أمير المؤمنين! نعم ، ان أشرت الي قبلت منك ، قال : وما تريد؟ قال : أنشدك الله أتشير عليّ بذلك؟ قال : اللهم لا! قال : والله لا أدخل فيه أبدا ، قال : فهب لي صمتا حتى أعهد الى النفر الذين توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راض ، ادع لي عليا وعثمان والزبير وسعدا ، قال : وانتظروا أخاكم طلحة ثلاثا فان جاء والا فاقضوا أمركم ، أنشدك الله يا علي ان وليت من امور الناس شيئا أن تحمل بني هاشم على رقاب الناس ، أنشدك الله يا عثمان ان وليت من أمور الناس شيئا أن تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، أنشدك الله يا سعد ان وليت من امور الناس شيئا أن تحمل أقاربك على رقاب الناس ، قوموا فتشاوروا ثم اقضوا أمركم وليصل بالناس صهيب.
ثم دعا أبا طلحة الانصاري فقال. قم على بابهم فلا تدع أحدا يدخل إليهم وأوص الخليفة من بعدي بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان أن يحسن الى محسنهم وأن يعفو عن مسيئهم ، وأوص الخليفة من بعدي بالعرب فإنها مادة الإسلام أن يؤخذ من صدقاتهم حقها فتوضع في فقرائهم ، وأوص الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يوفى لهم بعهدهم ، اللهم هل بلغت! تركت الخليفة من بعدي على أنقى من الراحة ، يا عبد الله بن عمر! اخرج فانظر من قتلني ، فقال : يا أمير المؤمنين! قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة قال : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة