عن
أهل البيت عليهمالسلام ، لذلك كان يصرح أحياناً بالحق ،
وتوعية الأُمّة بالحقائق التي حاول أعداء أهل البيت إخفاءها ، حتى في محضر حكام عصره.
فمن ذلك ما ذكره الزمخشري
في ربيع الأبرار : أنّ هارون كان يقول لموسى خذ « فدكاً » وهو يمتنع ، فلمّا ألحّ عليه ، قال : ما آخذها إلا بحدودها قال : وما
حدودها ، قال الحدّ الأوّل عدن ، فتغيّر وجه الرشيد قال : والحدّ الثاني ؟ قال : سمرقند ، فاربدّ وجهه
قال : والحدّ الثالث ؟ قال : إفريقا. فاسودّ وجهه قال : والحدّ الرابع ؟ قال : سيف البحر مما
يلي الخزر وأرمينيا. فقال هارون : فلم يبق لنا شيء ، فتحوّل في مجلسي ، فقال موسى قد أعلمتك
إنّي إن حدّدتها لم تردّها ، فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره » وهو يشير بذلك إلى أنّ
مطالبة الزهراء بفدك هي مطالبة بحق الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالخلافة التي نصّ عليها النبي صلىاللهعليهوآله. وهذا مما أدّى إلى إغضابها.
وروى الخطيب في تاريخ
بغداد قال « بعث موسى بن جعفر عليهالسلام إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت أنّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ».
لذلك فإنّ النظام ألقى
القبض عليه وأودعه السجن ، لمرّات عديدة ، وفي آخرها دسّ إليه السمّ واستشهد في السجن كما ذكرنا.
ومن نشاطاته حواراته
واحتجاجاته مع الآخرين.
وتلامذته كثيرون ،
وكذلك رواياته كثيرة في كتب الحديث.
ومن آثاره وصيّته
لهشام بن الحكم وهي وصيّة طويلة ذكرت في كتاب تحف العقول.
تعتبر فترة الإمام
الكاظم عليهالسلام طويلة نسبياً إلا أنّ الملاحظ أنّه عليهالسلام تحرّك فكرياً وعلمياً في ظلّ ظروف قاسية ، وبالرغم من ذلك فقد وصلتنا من الإمام عليهالسلام نصوص