وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧)
____________________________________
الأرض والسماء ، ولعلّ معنى التشقق أن الإنسان يرى كأنّ شقّا كبيرا أحدث في السماء ، بأن ظهر لون غير اللون المرئي الآن ، ولعل المراد بالغمام السحب التي تتراكم من الدخان والأبخرة الحادثة من جراء الانقلابات الكونية ، أو يأتي غمام يحمل الملائكة ، وهو الذي يشقق السماء ، ويكوّن لونا غير لون السماء ، حتى يرى الإنسان فيها شقا (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) كما قال سبحانه (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) وهذا حال يوجب الدهشة والاضطراب لأهل الأرض ، فقد عرفوا أن القيامة قد قامت ، وأن الملائكة عمال الله سبحانه وتعالى للحساب والتنظيم والسيطرة على الموقف نزلوا.
[٢٧](الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ) أي يوم تشقق السماء (الْحَقُ) أي الملك الذي هو الملك حقا ، لا كملك ملوك الدنيا الذي يكون زائلا (لِلرَّحْمنِ) وإنما خص الملك به في ذلك اليوم ، لأن في الدنيا يرى بعض أقسام الملك للناس ، أما هناك فلا أحد يملك شيئا حتى ملكا ظاهريا (وَكانَ) ذلك اليوم (يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) أي صعبا لشدته وهوله ومشقته.
[٢٨](وَيَوْمَ) عطف على «يوم تشقق» (يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) أسفا وندما لما سبق منه من الظلم ، والعض هو الأخذ بالأسنان ، وكأن النادم إنما يفعل ذلك لإرادة إيلام جسمه انتقاما لما صدر منه مما ألقاه في هذا النادم ، والعض على اليدين في الندم الشديد (يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) أي ليتني اتبعت محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم واتخذت معه