يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩)
____________________________________
في سبيل الهداية حتى لا أبتلي بهذا اليوم العصيب.
[٢٩](يا وَيْلَتى) أي يا هلاكي احضر ، أو يا قوم اطلبوا هلاكي (لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً) أي الكافر الفلاني الذي أضلني (خَلِيلاً) أي صديقا حتى يقرأ في أذني ويضلني عن الرشاد ، والمراد كل صديق يفسد الإنسان ويضله.
[٣٠](لَقَدْ أَضَلَّنِي) وأغواني وصرفني خليلي (عَنِ الذِّكْرِ) القرآن ، أو الرسول (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) وحال بيني وبين الإيمان (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) أي كثير الخذلان ، يقال خذله إذا تركه في الشدة ، ولم ينصره ، وهذا أما من تتمة كلام الظالم ، متحير لماذا تبع الشيطان حتى يخذله في القيامة ، أو ابتداء من الله سبحانه للإلفات إلى وجوب عدم اتباع الشيطان ، فإنه يخذل في أحرج الساعات.
قال ابن عباس : نزل قوله (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ) في عقبة بن أبي معيط وأبيّ بن خلف ، وكانا متخالين وذلك أن عقبة كان لا يقدم من سفر إلّا صنع طعاما فدعى إليه أشراف قومه وكان يكثر مجالسة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما ودعا الناس ، فدعا رسول الله إلى طعامه فلما قرب الطعام قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسوله ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فبلغ ذلك أبيّ بن