(٣٧)
سورة الصافات
مكيّة / آياتها (١٨٣)
سميت السورة بهذا الاسم لاشتمالها على هذه اللفظة في قوله «والصافات» وهي كغالب السور المكية ، تعالج قضايا العقيدة ، بأصولها الثلاث ، التوحيد والرسالة والمعاد ، في أسلوب قصصي رائع ، ولما ختمت سورة «يس» بشؤون الإله سبحانه ، ابتدأت هذه السورة بتلك ، مع فصل آيات سيقت للحلف على ذلك.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١)
[١](بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) نستعين باسم الإله الواحد ، الذي له كل شيء جميل ، وهو منزه عن كل شيء قبيح ، فإن لفظ «الله» بما هو علم للذات المستجمع لجميع الكمالات ، يوحي إلى هذا المعنى ، والرحمن الرحيم ، وصفان مشتقان من الرحمة ، يوحي مبدأ اشتقاقهما بالفضل والرحم ، وتكرارهما ، بقوة هذه الصفة في ذاته سبحانه ، والرحمن صفة الفعل ، وليس صفة الذات ، فالمعنى أنه سبحانه يفعل ما يفعله الرحيم ، لا إن له حالة نفسية ، توجب ذلك ولذا قالوا في مثل هذه الصفات «خذ الغايات واترك المبادي».