سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ
____________________________________
الرزق ، من مال وجاه ، وغيرهما (سِرًّا وَعَلانِيَةً) أي في جميع أحوالهم ، فلا يفرق عندهم ، السر والعلانية ، في البذل والإنفاق (يَرْجُونَ) بهذه الأعمال (تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) أي لن تفسد ، ولن تهلك ، والمراد بالتجارة ، نتيجة التجارة ، وهي الثواب العائد إليهم من جزاء أعمالهم الصالحة ، فلا يريدون بأعمالهم الرياء والسمعة ، وإنما وجه الله سبحانه وثوابه.
[٣١] وإنما يفعلون هذه الأعمال ، ويرجون الثواب ، لأن يوفيهم الله (أُجُورَهُمْ) ، كما تقول عملت لزيد ، ورجوته ، ليعطيني أجري ، ومعنى وفاء الأجور ، إعطائها كاملة ، غير منقوصة (وَيَزِيدَهُمْ) على ما يستحقون (مِنْ فَضْلِهِ) وإحسانه ، كما قال تعالى ، (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (١) ... وخبر «إنّ» محذوف ، أي إن الذين يعملون تلك الأعمال ، للأجر والثواب ، يعطيهم الله ما يترقبونه ، وإنما حذف لدلالة قوله (إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) عليه ، فمن عمل ذلك ، غفر الله ذنبه ، وشكر عمله ، وشكر الله للعمل : إعطاء جزائه وثوابه لمن عمل.
[٣٢] وبمناسبة الحديث ، عن الذين يتلون الكتاب ، يأتي السياق ، لبيان حال الكتاب (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) يا رسول الله (مِنَ الْكِتابِ) أي القرآن (هُوَ الْحَقُ) الصحيح لا يشوبه فساد ، وباطل ، كأن تكون قصصه
__________________
(١) الأنعام : ١٦١.