أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ
____________________________________
أَلْوانُهُ كَذلِكَ) أي كالذي تقدم من الثمار والجبال ، فهذا إنسان حبشي أسود ، وهذا صيني أصفر ، وهذا آسيوي أبيض وأحمر ، وهذه هرة بيضاء ، وهذه هرة سوداء ، وهذه نعجة حمراء ، وتلك صفراء ، وهكذا ، فمن يا ترى خلق هذه الألوان؟ ومن يا ترى خلط هذه الألوان ، بأجسام هذه المخلوقات؟ وقد تقرر في العلم الحديث ، أن أقسام الألوان «ثلاثمائة ألف» إنه هو الله الخالق المبدع المنشئ العظيم (إِنَّما يَخْشَى اللهَ) مفعول يخشى (مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) فاعل يخشى ، أي يخشى من الله ، العلماء من أقسام عباده ، فإن الإنسان ، إنما يخاف من الأسد ـ مثلا ـ إذا عرفه ، أما الجاهل بوجوده ، أو ببأسه ، فإنه لا يخاف منه ، وكذلك الجاهل ، بأصل وجود الله أو ببأسه وبطشه لا يخشاه ، وإنما العالم به وبعذابه ، لمن عصاه يخشاه تعالى ، ويخافه (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) غالب في سلطانه ، فاللازم أن يخشاه العصاة (غَفُورٌ) لمن آب وأناب ، فلا ييأس من عفوه ، وغفرانه ، العاصون.
[٣٠](إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) أي يقرءون حق قراءته للعمل والاتباع ، والمراد بكتاب الله هو القرآن (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) بآدابها ، وشرائطها ، والاهتمام بالصلاة ، في كل مكان ، لأجل أنها خير وسيلة لتركيز الإيمان في القلب ، بسبب استمرارها ، وإيحائها بعظمة الله وارتفاعه ، في النفوس ، ولذا كان المصلون أقل الناس شرا وإثما ، وأكثرهم رحمة ، وخيرا ونزاهة (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) عام يشمل جميع أنواع