وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (٢٠) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (٢١) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ
____________________________________
بجنات النعيم ، ومن كفر وتولى ، عاقبه بالنار والجحيم ، ومعنى إلى الله : إلى ثواب الله وعقابه ، تشبيها للصيرورة المعنوية ، بالصيرورة الحسية.
[٢٠](وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) فالكافر كالأعمى لأنه تعامى عن الحق ، والمؤمن كالبصير ، لأنه أبصر ، ورأى الحق والحقيقة.
[٢١](وَلَا) يستوي (الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) «لا» زائدة للتأكيد ، والشرك كالظلمة ، إذ لا يرى الإنسان الذي فيه الحقائق والإيمان ، كالنور الذي يرى فيه الإنسان الأشياء ، والإتيان بظلمات جمعا ، لأن الشرك مستلزم لأنواع المعاصي ، وكل واحد منها ظلمة وحلوك.
[٢٢](وَلَا) يستوي (الظِّلُ) الذي يستريح فيه الإنسان (وَلَا الْحَرُورُ) وهي الريح الحارة السامة ، التي تهب في الشمس ، وتوجب الهلاك ، أو المرض والأذية ، وهما مثل الجنة والنار ، أو الإيمان والكفر.
[٢٣](وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) فالكافر كالميت ، إذ لا يأتي منه الخير ، كما لا يأتي من الميت خير ، والمؤمن كالحي ، إذ يتأتى منه جميع صنوف الخير لنفسه ولغيره ، ولا تغتم يا رسول الله ، إذا رأيت إعراض الكفار ، فإنهم ، حيث أعرضوا عن الهدى ، لم يلطف الله بهم ألطافه الخفية ، ولذا تاهوا في ظلمات الكفر والضلالة (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ) أي إسماعا نافعا ، وإنما يشاء سبحانه إسماع من إذا رأى