وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (١٨)
____________________________________
ذنبه ، ولا قريب يفيد الإنسان قربه في التخفيف من آثامه ، فليعدل الإنسان سلوكه ، نحو الله ، الذي كان الإنسان بحاجة دائمة إليه ، وإن عصى جازاه بنفسه (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي لا تحمل نفس حاملة إثم نفس أخرى ، بل كل امرء بما كسب رهين ، فلا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، ولا يلقى ذنب أحد على أحد (وَإِنْ تَدْعُ) نفس (مُثْقَلَةٌ) بالآثام ، غيرها (إِلى حِمْلِها) أي حمل آثامها ، كأن يدعو العاصي صديقه ، ليحمل بعض آثامه وخطاياه (لا يُحْمَلْ) أي لا يحمل ذلك الغير (مِنْهُ) أي من ذلك الحمل (شَيْءٌ) قليل (وَلَوْ كانَ) ذلك الغير المدعو (ذا قُرْبى) أي صاحب قرابة مع هذا العاصي الحامل لأوزار نفسه ، قال ابن عباس : يقول الأب والأم ، يا بني احمل عني ، فيقول حسبي عملي ، ولا تيأس يا رسول الله ، من عدم تأثير بلاغك في هؤلاء الكفار ، فإن بلاغك يؤثر في المؤمنين ، وذلك كاف لك (إِنَّما تُنْذِرُ) يا رسول الله الإنذار المؤثر (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) أي أنهم يخافون من الله سبحانه ، وهو غائب عن حواسهم (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) بإتيانها كاملة بشروطها وآدابها (وَمَنْ تَزَكَّى) أي تطهّر بعمل الطاعة ، والاجتناب عن المعصية (فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) أي أن فائدة طهارته ، تعود إلى نفسه (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) فمن آمن وتزكى ، جزاه