يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (١٧)
____________________________________
الخبير المطلع ، فالله مطلع على أحوال الأصنام ، فهو خير من يخبركم عن أحوالها ، فاقبلوا كلامه ، واتركوا عبادتها ، لئلا تقعوا في العذاب والنكال.
[١٦](يا أَيُّهَا النَّاسُ) كيف تنحرفون عن إطاعة الله ، أو تكفرون به؟ والحال (أَنْتُمُ الْفُقَراءُ) المحتاجون (إِلَى اللهِ) سبحانه ، في جميع شؤونكم (وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُ) عنكم ، والذي بإمكانه أن يسد جميع حوائجكم (الْحَمِيدُ) المستحق للحمد ، بما له من الإنعام والإفضال ، فكيف تتركون الله ، لتأخذوا الأصنام الفقيرة التي لا تستحق حمدا ولا شكرا ، إذ لا شيء لها إطلاقا؟
[١٧] وهو القادر على أن يعاقبكم بأعمالكم ـ فهو الذي بيده العطية والعقوبة ، فاعبدوه رغبة أو رهبة ـ (إِنْ يَشَأْ) الله (يُذْهِبْكُمْ) أي يفنيكم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) يخلقه من العدم ، ويأتي به إلى الوجود ، كما خلقكم بعد أن لم تكونوا.
[١٨](وَما ذلِكَ) الإفناء لكم ، والإتيان بخلق جديد (عَلَى اللهِ) سبحانه (بِعَزِيزٍ) أي بممتنع ، بل هو الغالب على أمره ، إن شاء شيئا كوّنه وأوجده.
[١٩] إن الإنسان إلى جنب فقره إلى الله تعالى ، وإنه تحت سلطة الله سبحانه ، حامل لتبعة أعماله بنفسه ، فلا صديق يحمل من الإنسان