لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤)
____________________________________
هو (لَهُ الْمُلْكُ) فالمملكة الكونية كلها له بلا شريك (وَ) الأصنام (الَّذِينَ تَدْعُونَ) أي تدعونهم أيها المشركون (مِنْ دُونِهِ) أي من دون الله تعالى (ما يَمْلِكُونَ) من الكون (مِنْ قِطْمِيرٍ) هو قشر النواة ، أي اللفافة التي فوقها ، والمعنى أن الأصنام لا تملك من الكون ، بهذا القدر ، فكيف تجعلونها شركاء الله؟
[١٥](إِنْ تَدْعُوهُمْ) أي تدعون تلك الأصنام ، والإتيان بضمير العاقل ، لتوحيد السياق ، بين كلام المشركين وردّهم ، فإنهم كانوا يعتبرون الأصنام عقلاء مدركين (لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ) في كشف ضر ، أو جلب نفع ، فإن قالوا : يسمعون ، قلنا : ما الدليل؟ (وَلَوْ سَمِعُوا) دعاءكم على فرض محال (مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) أي لا يمكنهم أن يجلبوا نفعا ، أو يدفعوا ضرا ، إذ لا يقدرون على ذلك (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) حين ترجون شفاعتهم لكم ، حيث كانوا يقولون (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) (١) (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) أي يتبرءون منكم ، ومن أنكم اشركتموهم مع الله في العبادة ، فيقولون لم عبدتمونا؟ ونحن لا نستحق العبادة؟ وذلك بإنطاق الله تعالى ، للأصنام ، لأن يفضحوا عبدتهم (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) أي لا يخبرك أيها المستفهم الجاهل أحد مثل ما يخبرك
__________________
(١) يونس : ١٩.