فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ
____________________________________
فالمفرد والجمع متساويان وزنا ، مختلفان ميزانا ـ (فِيهِ) أي في البحر (مَواخِرَ) جمع ماخرة ، يقال مخرت السفينة الماء إذا شقته لتسير ، فمن يا ترى أقدر السفينة على ذلك ، وجعل الماء سهلا ، يقبل السير فيه؟ إنه هو الله تعالى ، وإنما جعل ذلك (لِتَبْتَغُوا) أي لتطلبوا أنتم أيها البشر (مِنْ فَضْلِهِ) سبحانه بالتجارة ، والانتقال من هنا إلى هناك للاكتساب (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمه عليكم فتسحتقون بذلك الثواب.
[١٤](يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) أي يدخل الليل في النهار ، إما بزيادة طول الليل وقصر طول النهار ، حتى كأن الليل دخل فيه ، وإما بإتيان الليل مكان النهار ، فهو يدخل في محل النهار ، من طرف المشرق ، ويطرده رويدا رويدا ، حتى يأخذ مكانه (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) بأحد المعنيين السابقين (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) فهما يجريان حسب تدبيره منظما ، بلا تفاوت أو اختلال (كُلٌ) منهما (يَجْرِي) باستمرار (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) أي لوقت معلوم ، هو يوم القيامة ، كما قال سبحانه (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١) وقال (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) (٢) (ذلِكُمُ اللهُ) ذلك إشارة إليه سبحانه ، و ، «كم» خطاب ، أي ذلك المتّصف بتلك الصفات ، هو ، أيها البشر (رَبُّكُمْ) الذي لا إله إلا
__________________
(١) التكوير : ٢.
(٢) القيامة : ٩.