الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ
____________________________________
ذات اللهب والاشتعال.
[٨](الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ، لاتباع الشيطان ، وامتثال أمره (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) في الآخرة (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله ، وبما يجب الإيمان به (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) وذلك يلازم ترك السيئات ـ كما سبق ـ (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي غفران لذنوبهم ، فإن «مغفرة» مصدر ميمي (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) جزاء على إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
[٩](أَفَمَنْ) الهمزة للاستفهام الانكاري ، والفاء عاطفة ، أي هل الذي (زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) أي زين الشيطان في عينه عمله السيئ كالكفار والعصاة ، الذين يبرّرون أعمالهم السيئة بألف مبرّر موهوم (فَرَآهُ حَسَناً) أي رأى عمله السيء حسنا وهذا بطبيعة الحال في سطح الذهن ، أما في أعماقه ، فإنه يعلم بقبح عمله ، ولذا لو خلى بنفسه وتفكر ، أو ذكّره بعض الناس ، وكان منصفا ، اعترف بقبح عمله ، وقد حذف عدل الهمزة ، أي أفمن كان كذلك ، كمن ليس هكذا؟ والجواب الطبيعي أنهما لا يتساويان ، وإنما جيء بهذا العدل فقط لأن سوق الكلام كان حول الكفار ، ثم يأتي السياق ليسلّي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يأسف على هؤلاء الذين انحرفوا عن علم ودراية (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) ممن أرشده للطريق ، وبلّغه فلم يقبل ، فإنه سبحانه يتركه يضلّ وينحرف ، ولا يلطف به الألطاف الخفية ، وهذا كما يقال أفسد الملك شعبه ، إذا تركهم يفسدون ، ولم يجبرهم على الاستقامة (وَيَهْدِي مَنْ