فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦)
____________________________________
(فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) هذا تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه ليس الوحيد الذي كذبه قومه ، وإنما الرسل هكذا ، فإن أقوامهم يكذبونهم (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) أي أمر تكذيب هؤلاء يعرض على الله سبحانه ، فيجازيهم على تكذيبهم ، وأمرك يعرض عليه ، فيجازيك على صبرك ، وصمودك.
[٦] ثم يأتي السياق لبيان المعاد ـ الذي هو الأصل الثالث من الأصول ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالبعث والحساب والجزاء (حَقٌ) لا كذب فيه ، فكلكم تحشرون للجزاء (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) فتغترون بملاذها ورئاستها ، فتعصون الله لأجلها حتى يكون مصيركم إلى النار (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ) أي بالنسبة إلى الله سبحانه (الْغَرُورُ) الشيطان الكثير الخداع ، فترون سكوته سبحانه ، وعدم تعجيله العقاب ، فتمادون في الغي والطغيان ، فيأتيكم العذاب بغتة ، وأنتم في غفلة.
[٧](إِنَّ الشَّيْطانَ) الذي يدعوكم إلى الكفر والعصيان (لَكُمْ) أيها البشر (عَدُوٌّ) يريد لكم الهلاك والعذاب (فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) أي اعملوا معه ، عمل العدو مع عدوه ، بأن لا تطيعوه واجتنبوا عن مكره وخدعه (إِنَّما يَدْعُوا) الشيطان (حِزْبَهُ) أي أنصاره وأعوانه من العصاة (لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) أي النار المستعرة الملتهبة ، فلا تتبعوه ليوردكم النار