وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ
____________________________________
الناس (وَما يُمْسِكْ) الله من رحمة (فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد الله سبحانه ، فإنه إذا لم يرد إعطاء أحد شيئا لم يكن هناك من يقدر على إعطائه (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب على أمره (الْحَكِيمُ) في أفعاله يفعلها حسب الحكمة والصلاح ، فكل شيء صنعه بحكمته ومصلحته ، كما أن كل شيء أراده صار لأنه العزيز القادر.
[٤] وإذ تقدم التذكير ببعض نعم الله على البشر ، وبعض آثار عظمته وجلاله ، يتوجه السياق إلى المشركين ليوقظهم من غفلتهم (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) وكأنّ الإنسان يعلم في باطنه نعم الله لكنه ينسى ، فاللازم أن يتذكر (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) والجواب كلا لا خالق إلا الله سبحانه ، ثم هل من أحد غير الله (يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ) بإنزال المطر (وَ) من (الْأَرْضِ) بإنبات النبات؟ والجواب كلا ، فلا رازق إلا الله (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وإذ ثبت أن لا خالق ولا رازق إلا الله ، ثبت أنه لا إله إلا هو (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) أي كيف تصرفون عن طريق الحق إلى الضلال؟ من أفك بمعنى انصرف ، ومنه يسمى الإفك إفكا ، لأنه صرف للكلام عن الحقيقة إلى خلاف الواقع.
[٥] وإذ تقدم الكلام حول التوحيد ، يأتي الكلام حول الرسالة (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) هؤلاء الكفار ، يا رسول الله ، فيقولون ، لست أنت ، بنبي