الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها
____________________________________
[٢](الْحَمْدُ لِلَّهِ) أي أن جنس الحمد ، راجع إلى الله سبحانه ، إذ جميع النعم منه ، حتى ما يصل إلى الإنسان بواسطة أحد ، فإنه منه سبحانه ابتداء ، وإنما يأتي بالواسطة (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي خالقهما من «فطر» بمعنى خلق (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) جمع رسول ، وهو الآتي بالكلام من قبل شخص إلى غيره ، فإن الملائكة يأتون بالرسالات من الله سبحانه إلى الأنبياء ، في حال كونهم (أُولِي أَجْنِحَةٍ) أي أصحاب أجنحة ، كأجنحة الطير ، ليتمكنوا بها من الهبوط والعروج ، وإن كان جناحهم من شكل غير مدرك ـ إلا إذا شاء الله ذلك ـ (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) فمنهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة ، وهذا صفة لأجنحة ، معدولة عن اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة ، وأربعة أربعة (يَزِيدُ) الله سبحانه (فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) أي أن الخلق بيد الله سبحانه ، فلم يعجز تعالى عن خلق ما زاد عن السماوات والأرض والملائكة ، بل إنه كلما شاء خلقا خلقه (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا يمتنع عليه شيء.
[٣] إن الله هو الخالق القادر ، وإنه هو المعطي المانع ف (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) أي ما يفيضه عليهم من النعم والخير ، لا أحد هناك يتمكن من المنع عنها ، والإمساك لها حتى لا تصل إلى