الْكافِرِينَ (١٩) قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١)
____________________________________
الْكافِرِينَ) بنا وبما أنعمنا عليك ، فقد خالفت طريقتنا بعد تلك النعم وذلك الاجرام.
[٢١](قالَ) موسى عليهالسلام في جواب فرعون : (فَعَلْتُها) أي فعلت تلك الفعلة وهي القتل (إِذاً) في ذلك الزمان (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) ، يقال يضل لمن انحرف عن الطريق ، سواء أريد بالطريق طريق الحق ، أم طريق الباطل ، كما قال سبحانه (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) (١) يريدون : ضالون عن طريقنا الذي هو كفر ، ولعل مراد موسى عليهالسلام ذلك ، أي أني ضال عن طريقتك يا فرعون ، فلم يكن القتل إجراما كما تزعم أنت ، وإنما كان ضلالا عن منهجك ، وإلا فقد كان في موقعه حيث إنه قتل كافرا مهاجما على مسلم.
[٢٢](فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ) فإن موسى عليهالسلام لما قتل ذلك القبطي ، قرر فرعون وملأه أن يقتصوا من موسى ، فجاءه رجل قائلا (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) (٢) فخرج منها خائفا يترقب (لَمَّا خِفْتُكُمْ) على نفسي من القتل (فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) بأن جعلني حاكما في الأرض فإن الحكومة ليست إلا لله ولمن وهبها له (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فقد أرسلني إليكم لأهديكم سبيل الرشاد.
__________________
(١) المطففين : ٣٣.
(٢) القصص : ٢١.