وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥)
____________________________________
فرعون وقومه فيما أدعوهم إليه ، وقد قال موسى ذلك تمهيدا لطلبه مؤازرته هارون له ، وإلا لم يكن موسى عليهالسلام يريد بذلك الفرار عن حمل التبليغ.
[١٤](وَيَضِيقُ صَدْرِي) بتكذيبهم المتوقع ، والسبب أن الإنسان إذا كذب ، هاج ، وغلبته الحرارة فتنتفخ الرئة لجذب الهواء المبرّد للقلب ، وبذلك يضيق الصدر الذي هو مكان الرئة (وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) بالكلام ، فقد كان في لسان موسى عليهالسلام عقدة قبل أن يرسله الله تعالى ثم حل العقدة من لسانه (فَأَرْسِلْ) يا رب (إِلى هارُونَ) أخي ليكون رسولا معي يؤازرني في الرسالة.
[١٥](وَلَهُمْ) أي لقوم فرعون (عَلَيَّ ذَنْبٌ) هم يعتبرونه ذنبا ، وإن لم يكن ذنب حقيقي ، فقد سبق أن قتل موسى قبطيا حين تشاجر مع إسرائيلي ، فعده آل فرعون ذنبا ، وإن كان قتل موسى له بحق (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) أي يقتلني آل فرعون بمجرد ما يروني ، قصاصا على قتيلهم.
[١٦](قالَ) الله تعالى في جواب موسى (كَلَّا) لا تخف ، فإنهم لا يتمكنون من إيذائك وقتلك ، أما دعاءك بإطلاق لسانك فقد استجيب ، وأما دعاءك أن نجعل هارون نبيا لك فقد قبلناه (فَاذْهَبا) أنت وأخوك إلى فرعون وملأه (بِآياتِنا) أي الأدلة والمعاجز الدالة على التوحيد والرسالة والمعاد (إِنَّا مَعَكُمْ) أي مع الجميع ، أنتما وآل فرعون (مُسْتَمِعُونَ) فيكون ما يدار بينكم من الحديث بمسمع منّا ،