لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ
____________________________________
وقال الشاعر :
ولو أن ما بي من شديد رزية |
|
على جبل قد ساخ في الأرض ذاهبا |
وقال :
لو كان في الجبل الأصم سروره |
|
رقصت له أحجاره البرش |
ويحتمل بعيدا أن يكون الكلام على الحقيقة ـ لا المجاز ـ بأن عرضت الأمانة على هذه الأشياء ، هل يقبلنها؟ فأبين ، قال في الصافي : المراد بالأمانة التكليف ، وبعرضها عليهن النظر إلى استعدادهن وبإبائهن الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد ، وبحمل الإنسان قابليته واستعداده لها وكونه ظلوما جهولا ، لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية ، وهو وصف للجنس باعتبار الأغلب (١) ، أقول : وعلى هذا المعنى ، فما ورد في الأحاديث من كونها ولاية علي عليهالسلام ، أو نحوها ، فالمراد بيان بعض المصاديق.
[٧٤] وإنما عرض سبحانه على الإنسان ليقبلها ـ فإن حمل الإنسان لها ـ لم يكن إلا بعد العرض والقبول ، وليجري الامتحان ، ويصح الثواب والعقاب ، كما يقول مدير المدرسة : إنما جعلت الامتحان لأرفع الناجحين وأطرد الراسبين (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ) وإنما قدمهم على المشركين ، لأن الكلام فيهم ، حيث كانوا يؤذون
__________________
(١) تفسير الصافي : ج ٤ ص ٢٠٦.