وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (٧١) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢)
____________________________________
السابقة ، فإن الحسنات يذهبن السيئات (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما يأمران به وينهيان عنه (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) أي أفلح أعظم أقسام الفلاح ، فإنه يفوز بخير الدنيا وسعادة الآخرة.
[٧٣] إن الإيمان أمانة في عنق الإنسان ، يجب عليه أن يردّ هذه الأمانة سالمة ، بلا أن يشوبها ، بخيانة الكفر والعصيان ، ولقد كانت هذه الأمانة ثقيلة ، بحيث أن أضخم المخلوقات لا تتحمل أن تقبلها ، أما الإنسان الضعيف ، فقد قبلها ، لكنه يخون بها لظلمه وجهله (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) أمانة الإيمان (عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) ليقبلوها ، بأن توضع عندها أمانة الإيمان فيتحفظون عليها (فَأَبَيْنَ) هذه الأشياء وامتنعن (أَنْ يَحْمِلْنَها) أي يحملن الأمانة ويقبلنها (وَأَشْفَقْنَ مِنْها) أي خفن إن قبلوا الأمانة أن يخونوا فيها (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ) قبلها لما عرضت عليه لكنه هل يؤدي الأمانة كما قبل؟ كلا (إِنَّهُ) أي أن الإنسان (كانَ ظَلُوماً) كثير الظلم (جَهُولاً) كثير الجهل ، فتارة يخون فيها لجهله ، وأخرى يخون فيها لعصيانه ، وهذه الآية كناية عن صعوبة التحفظ على الإيمان ، فقد اعتاد البلغاء أن يشبهوا الأشياء المعنوية بالأمور الحسية ، للتقريب من الذهن ، قالت فاطمة عليهاالسلام.
صبت عليّ مصائب لو أنها |
|
صبت على الأيام صرن لياليا (١) |
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٩ ص ١٠٦.