يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (٦٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
____________________________________
[٧٠] وحيث تقدم أذى بعض المسلمين للرسول كما قال سبحانه (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ) صلىاللهعليهوآلهوسلم عطف السياق عليهم ناهيا ومؤدّبا في مثال وقصة عن الأمم السابقة ، ليكون أدخل في الذهن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا) في إيذائكم للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) النبي عليهالسلام (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) أي أظهر الله براءته عليهالسلام ، مما قال فيه بنو إسرائيل على وجه الإيذاء له (وَكانَ) موسى (عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) أي ذا جاه وعظمة ، فلم يكن يتركه نهب أذى بني إسرائيل ، فقد ورد عن علي عليهالسلام «أن موسى وهارون صعدا الجبل ، فمات هارون ، فقالت بنو إسرائيل أنت قتلته ، فأمر الله الملائكة فحملته ، حتى مروا به على بني إسرائيل ، وتكلمت الملائكة بموته ، حتى عرفوا أنه قد مات ، وبرأه الله من ذلك» (١).
[٧١](يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه ، وامتثلوا أوامره ونواهيه (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) أي تكلموا بالصواب ، لا بالإيذاء ، والإفساد.
[٧٢] فإنكم إن فعلتم ذلك (يُصْلِحْ لَكُمْ) الله (أَعْمالَكُمْ) باللطف عليكم حتى تستقيموا ، فإن الإنسان إذا واظب مدة على الطاعة ، وضبط النفس ، استقامت أعماله عن الانحراف والزيغ والفساد (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٩.