وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦) أَوَلَمْ يَرَوْا
____________________________________
الخضوع إلى الأعناق لأنها أول ما يظهر عليها الخضوع تميل نحو الأرض ، لكن الله سبحانه لا يشاء ذلك لأنه مخالف لكون الدنيا دار اختبار وامتحان ، نعم وردت بعض الروايات الدالة على أنها تكون في زمان المهدي عليهالسلام (١).
[٦](وَما يَأْتِيهِمْ) أي البشر (مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ) «من» زائد لتأكيد العموم ، ولعل الإتيان بلفظة «الرحمن» للدلالة على أن المراد بذلك الذكر ما يسبب لهم الرحمة (مُحْدَثٍ) أي جديد ، كالقرآن (إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) يعرضون عنه ، فقد اعتاد الناس على أن لا يخضعوا إلا للتقاليد وإن رأوا الحق والصدق في الشيء الجديد ، فقد كانوا يتعاملون مع كل كتاب جديد هذه المعاملة ، من غير فرق بين التوراة والإنجيل والقرآن ، وسائر الكتب.
[٧](فَقَدْ كَذَّبُوا) بالقرآن ، والمراد كفار مكة ، (فَسَيَأْتِيهِمْ) أي عند الموت ، أو في يوم القيامة (أَنْبؤُا) أخبار (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) والمراد عاقبة أعمالهم ، وهذا كما تقول لمن تريد تهديده ، سأخبرك بما كنت تعمل.
[٨](أَوَلَمْ يَرَوْا) أي ألم ينظر هؤلاء الكفار إلى الآيات الكونية؟ فلينظروا
__________________
(١) تأويل الآيات : ص ٣٨٣.