طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤)
____________________________________
[٢](طسم) «طاء» و «سين» و «ميم».
[٣](تِلْكَ) الحروف وما يجانسها من حروف الهجاء (آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) الواضح الظاهر الذي لا ريب فيه ولا غموض ، فإن كان مكذوبا ، فأتوا بمثله إذ هو مركب من لغتكم وحروفكم التي تلهجون بها طيلة أعماركم ، وقد ذكرنا سابقا ، إن الإتيان بحروف خاصة ك «طاء» ونحوها من باب الإشارة إلى حروف الهجاء وإن «تلك» وما أشبه مما يقع بعد هذه «المقطعات» خبر لمبتدأ هو تلك الحروف المقطعة ، هذا على أحد الأقوال في معنى «الحروف المقطعة» وفي إعرابها ، وهناك أقوال أخر.
[٤](لَعَلَّكَ) يا رسول الله (باخِعٌ نَفْسَكَ) من بخع بمعنى أهلك ، أي مهلك نفسك حزنا وأسفا ، ب (أَلَّا يَكُونُوا) هؤلاء الكفار (مُؤْمِنِينَ) فقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يحزن حزنا شديدا على عدم إيمانهم ، فسلّاه الله سبحانه بذلك و «لعل» بمعنى «الاحتمال» وإنما يستعمل للترجّي ، لأنه «احتمال المطلوب» والجملة يراد بها النهي الإرشادي الإشفاقي ، كما لا يخفى.
[٥](إِنْ نَشَأْ) جبر الناس على الهدى (نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) أي معجزة مجبرة لهم على الإيمان (فَظَلَّتْ) أي صارت (أَعْناقُهُمْ) أي أعناق هؤلاء الكفار (لَها) لتلك الآية (خاضِعِينَ) وإنما نسب