لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
____________________________________
الغفران ـ على المطيعات ، وإنما قال «من جلابيبهن» لأن المرأة ترخي بعض جلبابها ، أقول : قد ذكر بعض المفسرين كلاما حول كون الآية ، إنما هي بالنسبة إلى الحرائر ، لا الإماء ، لكن إطلاقها ، وحكمة الإسلام في الحجاب ، بأن لا تمازح المرأة مهما كانت ، ينفيان هذا التفصيل الذي لم يعلم وجهه ، ثم أن الظاهر من الآيات والروايات ، لزوم الحجاب بستر الوجه ، وقد كانت سيرة المسلمات ، منذ زمانه صلىاللهعليهوآلهوسلم على هذا ، ولذا استثنى وجه المرأة حالة الإحرام ، إلى غير ذلك من الشواهد ، حتى جاء الغربيون وانهزم أمامهم بعض المسلمين الأغراء ، فقالوا : بأن الحجاب موجب لخنق المرأة ، وعدم ازدهار الحياة ، كل ذلك لإشباع الشهوات الدنيوية ، وهناك وجدوا عملاء ينفذون الأوامر بالحديد والنار ، حتى وقعت المرأة المسلمة ضحية هذه الأهواء ، ولم تنج من هذه الكوارث ، إلا زمرة قليلة من الصالحات ، والله غالب على أمره.
[٦١] ثم هدد سبحانه الذين يؤذون الرسول والمؤمنين ، والذين كانوا يتعرضون للمؤمنات بأنهم إن لم يتركوا أعمالهم ، أمر الرسول بتأديبهم (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) أي لئن لم يمتنع المنافقون عن الإيذاء والتعرض (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وهو ضعف إيمان ، يسبب أن يخالف بعض الأوامر ، وإن لم يكن منافقا ، فمثلا قد يكون الشخص يشرب الخمر ، لأنه منافق ، لا يعتقد بالرسول إطلاقا ، وقد يكون معتقدا بالرسول ، لكنه يجد الشرب ، فيشرب لا النفاق ، بل لعدم مبالاة (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) يقال أرجف إذا دبّر المكائد ، ونشر