لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (٦١) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٦٢)
____________________________________
الأكاذيب ، لأنه يوجب بعمله تزلزل الناس ورجفهم ، والمرجف يمكن أن يكون غير الأولين ، باعتبار أنه يحب نشر الأخبار ، وتتبع الآثار ، كما يشاهد الإنسان في كل مجتمع هذه الألوان الثلاثة من الناس (لَنُغْرِيَنَّكَ) يا رسول الله (بِهِمْ) والإغراء تسليط الشخص على غيره ليؤذيه ويهينه ويعاقبه ، يقال أغرت الحكومة الشرطة على فلان وبفلان ، إذا أمرتهم بمعاقبته ومطاردته ، والمراد نسلطك يا رسول الله عليهم ، ونأذن لك في عقابهم (ثُمَ) إذا أغريناك بهم ، لم يطيقوا العقاب ، وصاروا مضطرين للهروب من المدينة (لا يُجاوِرُونَكَ فِيها) أي لا يبقون بجوارك في المدينة (إِلَّا قَلِيلاً) أي زمانا قليلا.
[٦٢] ثم بيّن بعض أنواع الإغراء بقوله (مَلْعُونِينَ) أي في حال كونهم يلعنون ويطردون (أَيْنَما ثُقِفُوا) أي في كل مكان وجدوا (أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) فلا يبقى أحد منهم سالما من الطرد والقتل ، والإتيان بباب التفصيل ـ الدال على التكثير ـ باعتبار قتلهم جميعا ، وإبادتهم كل فرد فرد.
[٦٣](سُنَّةَ اللهِ) منصوب على المصدر أي سن الله ذلك سنة ، والمراد أن أخذ المنافقين المرجفين وأمثالهم من سنن الله وطرائقه (فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) أي مضوا سابقا فقد كان سبحانه يأمر الأنبياء بمطاردة المنافقين والمرجفين (وَلَنْ تَجِدَ) يا رسول الله (لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) فإنه سبحانه