وَإِثْماً مُبِيناً (٥٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٩)
____________________________________
الاستحقاق لمن يؤذي ، والحال أنه غير مستحق (وَإِثْماً مُبِيناً) أي عصيانا ظاهرا ، ومن هذا يظهر أنه كان في المدينة من يفعل ذلك بالنسبة إلى المؤمنين ، وهذا غالبا في كل أمة نامية ، فإن هناك أفراد يتولون أذاهم منهم ومن غيرهم.
[٦٠] وبمناسبة تقدم الحديث عن النساء والتنصيص على حجاب زوجات الرسول في قوله (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) يأتي السياق لنص عام على وجوب التحجب على كل امرأة (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) أي نسائك (وَبَناتِكَ) فقد كانت للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام ولعل بعض بناته الأخر ، كانت في الحياة (وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) جمع جلباب ، وهو ما كانت المرأة تجعل على رأسها ، فقد أمرن ، بأن يقرّبن الجلبات نحو أنفسهن ، وهو الوجه والرقبة والصدر ، فإن الجلباب ، يدنى من هذه المواضع (ذلِكَ) الإدناء للجلباب ليكون لهن زيّ خاص (أَدْنى) أي أقرب إلى (أَنْ يُعْرَفْنَ) بأنهن عفائف نجيبات (فَلا يُؤْذَيْنَ) فإن عادة الفساق ، دائما ، حتى في زماننا هذا أن يتعرضوا إلى المرأة المتبذلة بظهور وجهها وشعرها ، أما إذا كانت متسترة عرفت بالستر والنجابة ، ولم يتعرض لها الفساق (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) يغفر ما يصدر منهن ، بدون تعهد وقصد ، فإن المرأة مهما كانت محجبة ، لا بد وأن يظهر بعض مفاتنها في نادر الأوقات (رَحِيماً) يتفضل بالرحمة ـ فوق