وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً
____________________________________
يؤذى ولكن هذا من باب التشبيه (وَرَسُولَهُ) وأذية الرسول ، إما في جهة التشريع ، كما لو سعى شخص في إبطال أحكام الرسول ، وإما في جهته الشخصية كما يؤذي بعض الناس بعضا (لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) بأن بعّدهم عن الخير ، وعذّبهم ؛ أما في الدنيا فإنه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (١) وأما في الآخرة ، فإنه سبحانه يظهر لعنهم والبراءة منهم (وَأَعَدَّ لَهُمْ) في الآخرة (عَذاباً مُهِيناً) يهينه ويذله عوض ما كان يؤذي ، وقد ورد في علي وفاطمة عليهماالسلام «إن من آذاهما فقد آذى الرسول ، ومن آذى الرسول ، فقد آذى الله» (٢).
[٥٩](وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) باعتبار كل واحد ، كما قالوا في البلاغة : إذا قيل باع القوم أمتعتهم بالقوم أريد به أن كل واحد باع متاعه بواحد منهم ، والأذية أعم من اللسانية والعملية (بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) أي من غير أن يعمل المؤمنون والمؤمنات عملا يستحقون به الأذى ، كما لو عملوا ما يستحق الجلد ، أو الاغتياب ، أو الإرداع (فَقَدِ احْتَمَلُوا) أي الذين يؤذون (بُهْتاناً) البهتان هو الكذب على الغير ، ولعل تسمية الإيذاء بهتانا باعتبار ، أن الإيذاء يظهر منه
__________________
(١) طه : ١٢٥.
(٢) راجع بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢٧.