وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (٥٣) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٥٤)
____________________________________
والوساوس النفسية ، والمراد الطهارة من الريبة والشك والوسوسة (وَما كانَ لَكُمْ) ايها المسلمون (أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) أي لا يحق لكم أذاه بمخالفته أوامره ، أو قصد سوء بالنسبة إلى نسائه بعد وفاته ، وهذا توطئة وتمهيد لقوله تعالى (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ) أي زوجات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد وفاته (أَبَداً) إلى آخر العمر ، فلسن كسائر النساء ، إذا انقضت العدة جاز نكاحهن (إِنَّ ذلِكُمْ) أي الإيذاء ونكاح الأزواج بعد وفاته (كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) في الإثم والعصيان ، فقد ورد أنه لما نزل قوله تعالى (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) (١) غضب طلحة ، فقال يحرم محمد علينا نساءه ، ويتزوج هو بنسائنا ، لئن أمات الله محمدا لنركضن ـ أي نتحركن ـ بين خلاخيل نسائه ، كما ركض بين خلاخيل نسائنا ، فأنزل الله عزوجل (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ).
[٥٥](إِنْ تُبْدُوا) أي تظهروا أيها المسلمون (شَيْئاً) من هذه المنهيات على لسانكم ، بأن تقولوا نتزوج نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَوْ تُخْفُوهُ) بأن تقصدوه في صدوركم بدون إظهار (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) يعلم ظواهركم وبواطنكم ، وسيجازيكم على ما اقترفتم من الآثام ، وقد
__________________
(١) الأحزاب : ٧.