لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ
____________________________________
لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) أي أنه سبحانه لا يترك إظهار الحق حياء ، نقل في المجمع في سبب نزول الآية : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنى بزينب بنت جحش وأولم عليها ، قال أنس : أو لم عليها بتمر وسويق ، وذبح شاتا ، وبعث إلى أمي أم سليم بحيس في تور من حجارة ، فأمرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أن أدعوا أصحابه إلى الطعام ، فدعوتهم فجعل القوم يجيئون ويأكلون ويخرجون ، ثم يأتي القوم ، فيأكلون ويخرجون ، قلت : يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه ، فقال ارفعوا طعامكم ، فرفعوا طعامهم ، وخرج القوم وبقي ثلاث نفر يتحدثون في البيت ، فأطالوا المكث ، فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقمت معه لكي يخرجوا ، فمشى حتى بلغ حجرة عائشة ، ثم ظن أنهم قد خرجوا ، فرجع ورجعت معه ، فإذا هم جلوس مكانهم ، فنزلت الآية» (١). أقول : وإن كانت الآية خاصة ، إلا أنها عامة المفاد ، إذ ما اشتملت عليه أدب رفيع ، بالنسبة إلى عدم الدخول بلا استئذان ، وعدم الدخول قبل الوقت ، وعدم المكث بعد الطعام ، ولذا قال بعض العلماء : هذا أدب أدّب الله به الثقلاء (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَ) أي سألتم نساء النبي (مَتاعاً) أي شيئا تحتاجون إليه (فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) بأن يكون فاصلا بين الرجل ، وبين المرأة المسؤولة ، وهذه الآية تفيد وجوب الحجاب ، لعدم الخصوصية لنساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعدم الخصوصية في سؤال المتاع (ذلِكُمْ) أي السؤال من وراء الحجاب (أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ) إذ الرؤية مثار الخواطر الشيطانية
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ١٧٣.