وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (٥٢)
____________________________________
التبدل المحرم ، هو ما كان يفعل في الجاهلية ، يقول الرجل للرجل بادلني بامرأتك ، وأبادلك بامرأتي ، فينزل كل واحد منهما عن امرأته لصاحبه ، ويحكى «أن عيينة بن حصين ، دخل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده عائشة من غير استئذان ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عيينة أين الاستئذان؟ قال : يا رسول الله ما استأذنت على رجل قط منذ أدركت ، ثم قال : من هذه الجميلة إلى جنبك ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هذه عائشة بنت أبي بكر «ولعله قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك خوفا ، من أن يظن به الظنون» قال عيينة : أفلا أنزل لك من أحسن الخلق ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد حرم ذلك ، فلما خرج قالت عائشة : من هذا يا رسول الله؟ فقال أحمق مطاع ، وإنه على ما ترين لسيد قومه» (١)! (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) بأن توصف المرأة للرسول ، فتقع في قلبه لما وصف له من حسنها ، وهذا ليس غريبا ، فقد جرت العادة أن الآباء ، أو من إليهم ، يصفون بناتهم أمام العظماء للمشاورة في أمر نكاحهن ، أو نحو ذلك (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) بأن كانت أمة ، فإنها تحل لك ، ولعل إتيان هذه الجملة ، مع أنها كانت مذكورة سابقا ، لئلا يتوهم ، أن «لا يحل لك النساء» قد نسخ ذلك الحكم السابق (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) مراقبا محافظا ، فمن خالف له أمرا عاقبه وجازاه بما عمل.
[٥٤] وبمناسبة ذكر الرسول ، وبعض أحكامه العائلية ، يأتي السياق ليبين بعض الأحكام الخاصة به ، وإن كان ذلك أدبا عاما بالنسبة إلى سائر
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٢٣٨.