وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً (٥١) لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ
____________________________________
ولم تضطرب هنا وهناك ، ليجد ملجأ ومستقرا (وَلا يَحْزَنَ) تأكيد لتقر أعينهن (وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) أي بالحكم الذي ساويت فيه جميعهن ، لأنك إن رجحت بعضا على بعض ، كان ذلك مثار سخط المرجوحة ، أما إذا سويت بينهن كلهن ، في ذلك ، وعلمن أنك تنظر إليهن بنظرة واحدة رضين جميعهن (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) خطاب عام ، لكنه يراد به هنا الرسول وأزواجه ، إذا وقع بينهما غضاضة ، يوسوس الشيطان في قلوبهن (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بما في قلوبكم ، لأنه يعلم كل شيء (حَلِيماً) يحلم عنكم فيما تنوون وتعملون مما لا يرضاه.
[٥٣](لا يَحِلُّ لَكَ) يا رسول الله (النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) هذه الأصناف المذكورة في الآيات المتقدمة (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَ) أي بهذه النساء (مِنْ أَزْواجٍ) بأن تطلق بعضهن ، وتأخذ مكانها امرأة أخرى ـ كما هو ظاهر السياق ، وقاله المفسرون ـ ووردت في بعض الروايات أن المراد أن يأخذ مما حرمته الآية في قوله (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) (١) (٢) وعلى هذا فالمراد تبديل نوع المحلل بنوع المحرم ، لا تبديل الشخص بشخص آخر ، وهناك قول آخر ذكره جوامع الجامع ، قال : قيل أن
__________________
(١) النساء : ٢٤.
(٢) مستدرك الوسائل : ج ١٤ ص ٣٦١.