وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ
____________________________________
وبنات الخال والخالة ، والمرأة التي تهب نفسها للنبي ، ثم بيّن سبحانه أن للرسول الخيار في حفظ بعض زوجاته ، وطلاقها ، كما بيّن سبحانه ، أن لا يحل له أن يأخذ فوق هذا العدد الموجود عنده من سائر النساء ، أو تبدل بعضا ببعض ، بأن تطلق من زوجاته ، ليأخذ مكانها امرأة أخرى ، وقد خصه الله سبحانه بجواز التسع ، حين كف عنده ، ونزلت آية (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) (١) فتفضل الله سبحانه بإحلاله للرسول ، إبقاء جميع النسوة (وَ) أحللنا لك (ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) أي الأمة ، وإنما سميت ملك اليمين ، لأن اليد اليمنى هي أكثر الأعضاء اكتسابا ، فيكون الثمن عليها والملك لها ـ مجازا ـ (مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) أي أعطاك الله من الغنيمة والأنفال ، وسمي فيئا لأنه يرجع إلى صاحبه الأصلي ، وهو الرسول ، وكأن المال في يد الكفار مغصوب ، فإذا رجع بأمر الله إلى المؤمنين كان فيئا ورجوعا إلى أصحابه الأصليين ، وقد كانت زوجة النبي ، مما ملكت يمينه مارية القبطية أم إبراهيم (وَبَناتِ عَمِّكَ) والمراد مطلق الأعمام (وَبَناتِ عَمَّاتِكَ) والاختلاف بين العم والعمة بالإفراد والجمع للتفنن في الكلام ، الذي هو من أبواب البلاغة (وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ) في اختلاف اللفظين ما تقدم (اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ) قال في المجمع : «إن المراد ببنات العمة ، نساء قريش ، وببنات الخالة نساء بني زهرة» (٢) ، ولعل التخصيص بهؤلاء النسوة ،
__________________
(١) النساء : ٤.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ص ١٧٠.