فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٤٩) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ
____________________________________
استبراء رحمها ـ وإن كان هذا حكمة ، لا علة تامة ـ (فَمَتِّعُوهُنَ) بما لهن عليكم من الحقوق الواجبة والمستحبة ، ومنها إعطائها المتعة ، فيما إذا لم يفرض لها فريضة ، وقد ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام ، أنه قال : في هذه الآية (فَمَتِّعُوهُنَّ) أي جملوهنّ بما قدرتم عليه من معروف ، فإنهن يرجعن بكآبة ووحشة ، وهمّ عظيم وشماتة من أعدائهن ، فإن الله كريم يستحي «أي يفعل فعل المستحي» ويحب أهل الحياء ، إن أكرمكم ، أشدكم إكراما لحلائله» (١) (وَسَرِّحُوهُنَ) أي أطلقوهن وأخرجوهن من حبالتكم بعد الطلاق (سَراحاً جَمِيلاً) بلا إيذاء ، وذكر معايب وإهانة ومنع حق ـ مما يعتاده الجهّال ـ وقد ذكروا ، إن رجلا أراد طلاق زوجته ، فقيل له : لماذا ، قال : هي زوجتي وإن الرجل لا يذكر معايب زوجته ، ثم طلقها ، فقيل له : الآن ، قل ما كان فيها من العيب ، فقد خرجت عن زوجيتك ، فقال : هي أجنبية ، وإن الرجل لا يذكر معايب النساء الأجنبيات.
[٥١](يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي) جمع التي (آتَيْتَ) أي أعطيت (أُجُورَهُنَ) أي مهورهن ، فإن المهر أجر على البضع ، ولقد كان الرسول أعطى نساءه الموجودات عنده وقت نزول الآية ، مهورهن ، فليس القيد احترازيا ، بل توضيحيا ، والآية ، في مقام بيان النساء المحللات للرسول ، فالمعنى أنه يحل لك طوائف من النساء ، هؤلاء النسوة ، الموجودات عندك والوصيفات ، وبنات العم والعمة ،
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٥٠٦.