وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها
____________________________________
[٤٩](وَلا تُطِعِ) يا رسول الله (الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) بأن تسمع بعض كلامهم ـ الذي يزعمون أنه في صالحك ، أو صالح المؤمنين ـ (وَدَعْ أَذاهُمْ) أي اترك أن تؤذيهم فيما يفعلون ضدك ، فإن كيدهم ضعيف يضمحل ، أو المراد لا تعتن بأذيتهم لك ، فإن أذاهم لا يضرك ، فلا ينبغي أن تعير له أهمية ، ولا يخفى أن هذا غير القتال ، فإن ذلك بالنسبة إلى الأمور العادية ، كالبذىء من القول ، لا بالنسبة إلى المناهج والخطوط والأنظمة (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) اجعله وكيلك في الأمور يجلب إليك الخير ، ويدافع عنك الضر والشر (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) أي كافيا ومتكفلا وحافظا ، وحيث أن الأصل «اكتف» جاء الباء في فاعل «كفى».
[٥٠] وبمناسبة قصة نكاح زينب وطلاق زيد لها ، يأتي السياق ليبين بعض أحكام الطلاق (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) أي زوجتموهن (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) أي من قبل الدخول بهن ، فإن المس كناية عن ذلك ، لا إنه بمعنى الإحساس (فَما لَكُمْ) أيها المؤمنون (عَلَيْهِنَ) أي على تلك المطلقات (مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) أي تستوفونها بالعدد ، فإذا طلقت المرأة قبل الدخول جاز لها أن تتزوج من ساعتها ، لعدم وجود حكمة العدة فيها ، فإن الحكمة ـ كما ذكروا ـ