فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٣٧) ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ
____________________________________
السلام» (١) فإن الإنسان إذا هاج به وصف نفسي ، قيل له ، وجّه هذا الوصف إلى جهة أصلح ، فمن هاجت به العاطفة نحو جاره ، قلنا له : اعطف على ولدك ، أو نقول : إن ولدك أحق بالعطف ، ولا نريد بذلك ، أن العاطفة نحو الجار غير حسنة ، وإنما نريد توجيهه نحو ما هو الأصلح بحاله (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها) أي من زوجته زينب (وَطَراً) أي حاجة ، بأن تم حاجته فيها ، وطلقها ، حيث لم يتلاءما (زَوَّجْناكَها) أي أمرنا بتزويج زينب (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ) أي لتكون أنت أول من ينقض هذه العادة الجاهلية عملا حتى لا يتحرج المؤمنون بعدك من الزواج بزوجة المتبنى لهم (إِذا قَضَوْا) أولئك الأدعياء (مِنْهُنَ) أي من زوجاتهم (وَطَراً) أي حاجة ، بأن طلقوهن ، فإن الطلاق لا يكون إلا بعد عدم الرغبة ، والحاجة في الزوجة (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) أي أن الشيء الذي يريده الله ، لا بد وأن يفعل ويؤتى في الخارج ، فتزوجها رسول الله وضمها إلى نسائه.
[٣٩] وإذ أثار هذا الأمر ضجة كبري بين الناس ، جاء السياق ليردها ، فقال سبحانه (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ) أي عسر وضيق وغضاضة (فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ) أي في الحكم الذي أثبته الله للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ١٤ ص ٥٠٢.