وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
____________________________________
بذلك ، ما كان مرسوما في الجاهلية من تكافؤ الدماء القبلي.
[٣٨] لقد تزوج زيد زينب ، ثم أراد الله سبحانه ، أن يزيل العقبة التي كانت بعد أمام المسلمين في أمر التزوج بنساء أدعيائهم ، فقد كانوا يرون أن ذلك من قبيل نكاح الأب زوجة ابنه ، ولذا لما طلق زيد زينبا ـ ولعله كان لما نقل أنها كانت حادة المزاج ، فلم يتلاءم الزوجان ـ نكحها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تتميما للتشريع الذي سبق في أول السورة (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ) ومن غريب الأمر ، أن جماعة من الناس اختلقوا حول هذه القصة روايات تنافي أصول الإسلام والعقيدة ، حتى أن علي بن إبراهيم القمي ، على جلالته لم يسلم من الوقوع ضحية ذلك الاختلاف ، كما لم يسلم من الوقوع ضحية قول المعاندين في أن آية (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (١) نزلت في أبي طالب عم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسبحان من لم يخلق الإنسان معصوما إلا الأنبياء والأئمة ، ومن إليهم (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ تَقُولُ) لزيد بن حارثة الذي دعوته ابنا لك قبل نزول آية (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ)(لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) بالإسلام والإيمان ، ومصاحبة الرسول (وَأَنْعَمْتَ) أنت (عَلَيْهِ) بالكفاية والتربية والتحرير والتعليم ، وتزويجه بزينب الشريفة الهاشمية (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) ولا تطلقها ، فقد وقعت بينهما المشاجرة ، فأراد زيد طلاقها ـ وقد تقدم أنها كانت ذات حدة في أخلاقها ، كما ذكروا ـ والإتيان بلفظ عليك ، لما في الإمساك من الثقل ، حتى كأنه
__________________
(١) القصص : ٥٧.