وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥)
____________________________________
وَالْقانِتاتِ) والقنوت ، هو الخضوع لله سبحانه ، فإن الخضوع رتبة فوق الإيمان أو المراد بالقانت المداوم على الطاعة ، أو الداعي (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) والصادق هو الذي يصدق في عقيدة وقول وعمل ، فالشرك كذب وقول لا إله للكون كذب ، والعمل الريائي كذب (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ) والصبر إما على الطاعة ، وإما عن المعصية ، وإما في المصيبة ، بأن يحفظ الإنسان نفسه ، فلا يترك الطاعة ، أو يعمل بالمعصية أو يلقي نفسه في الجزع (وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ) الخشوع هو الخضوع أو الخوف (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ) التصدق هو إخراج الصدقات والزكوات (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ) بالإمساك عن المفطرات ، قربة إلى الله تعالى ، بشرائطه وآدابه ، ولعل عدم ذكر الصلاة والزكاة ، لأنهما داخلات في الإسلام (وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ) عن الزنا واللواط والسحق والاستمناء ، وما أشبه ، (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً) بدوام تذكر الله سبحانه حتى لا يصدر من الإنسان ما يخالف رضاه (وَالذَّاكِراتِ) لله كثيرا ، وقد حذف المتعلق لدلالة الكلام عليه ، وكذا في «والحافظات» (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ) أي للمتصفين بهذه الصفات (مَغْفِرَةً) مصدر ميمي بمعنى الغفران ، أي غفرانا لذنوبهم (وَأَجْراً عَظِيماً) وثوابا جزيلا في الآخرة.