مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ
____________________________________
فمن الجدير أن يستمسك بعزه وفخره (مِنْ آياتِ اللهِ) أي القرآن (وَالْحِكْمَةِ) لعل المراد بها كلمات الرسول وحكمه ، والمراد بالذكر ، إما التحفظ والقراءة ، وإما التذكر (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) ذا فضل ومن لطفه وفضله ، خصكن بهذه الكرامة (خَبِيراً) يعلم ما تصنعن من الأمور ، فيجازيكن على أعمالكن.
[٣٦] ثم ذكر الله سبحانه استواء الرجال والنساء في أحكام الإيمان ـ إلا ما خرج بالدليل.
روي في المجمع عن مقاتل بن حيان ، أنه قال : لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ومم ذلك؟ فقالت : لأنهن لا يذكرن بخير ، كما يذكر الرجال ، فانزل الله هذه الآية (١) (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) والمسلم هو الذي سلّم لأوامر الله والرسول ، سواء دخل الإيمان قلبه أم لا ، كما قال سبحانه : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٢) (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) والمؤمن هو الذي دخل التصديق قلبه ، والتزم بأحكام الإسلام (وَالْقانِتِينَ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ١٥٨.
(٢) الحجرات : ١٥.