لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً (١٥) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٦)
____________________________________
(لَآتَوْها) أي لأعطوا هؤلاء المنافقون الكفار ما أرادوا من الفتنة ، وانضموا تحت لوائهم (وَما تَلَبَّثُوا بِها) أي ما مكثوا وتريثوا في قبول الفتنة ، كأنهم باقون فيها ، لم يرفضوا ولم يقبلوا كالإنسان الماكث بالمدينة ، في مقابل من خرج من الفتنة بالجزم ، إما بالقبول أو الرفض (إِلَّا يَسِيراً) فإنهم لم يكونوا يترددون في قبول الفتنة ، إلا في زمان قليل ، ثم يفتتنون بقبول الشرك والدخول في صف الأحزاب المشركة.
[١٦] وكيف يولي هؤلاء الدبر ، ويرون الفرار من الجهاد (وَ) الحال أنهم (لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) أي من قبل الخندق (لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) فإنهم لما بايعوا النبي حلفوا أن ينصروه وأن يقفوا في صفه ، وأن لا يسلموه لعدوه (وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) أي يسأل عنه يوم القيامة ، ماذا فعلوا بعهده ، هل وفوا أم نقضوا؟
[١٧](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المنافقين الذين يريدون الفرار خوف القتل (لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) في تأخير آجالكم (إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ) بأن خفتم الموت خوفا (أَوِ الْقَتْلِ) بأن يغلب الأعداء فيقتلوكم ، فإن آجالكم إن حضرتم أخذتكم ولو في غير ساحة القتال ، وإن لم تحضر لم يأخذكم الأجل ، ولو في ساحة القتال (وَإِذاً) أي إذا فررتم من الموت أو القتل (لا تُمَتَّعُونَ) في الدنيا (إِلَّا قَلِيلاً) فإن مدة الحياة