قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧) قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا
____________________________________
قليلة تنقضي وتنصرم بسرعة.
[١٨](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الذين يريدون الفرار إن فراركم غير مفيد ، فإن أراد الله بكم سوءا جاءكم ، ولو في بيوتكم ، وإن أراد بكم رحمة جاءتكم الرحمة ، ولو في ساحة القتال ، فما فائدة الفرار؟ (مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ) أي يحفظكم من أمره وبأسه (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) موتا أو قتلا أو عذابا؟ (أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) من ذا الذي يتمكن أن يحول بينكم وبين الرحمة ، التي يريدها الله بكم؟ فكل شيء من طرفه سبحانه ، ولا يتمكن أحد من تغيير أمره (وَلا يَجِدُونَ) أي هؤلاء الذين يريدون الفرار (لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي سواه (وَلِيًّا) يلي أمورهم ويتولى شؤونهم (وَلا نَصِيراً) ينصرهم ، ويغلبهم على أعدائهم.
[١٩] ثم هدد الله سبحانه الذين يثبطون غيرهم عن الجهاد بقوله (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ) وقد ، إما للتحقيق ، قالوا فإنها تدخل ـ أحيانا ـ على المضارع ، بمعنى التحقيق ، لا التقليل الذي هو الأصل فيه ، وإما للتقليل للإشارة إلى أن احتمال علم الله بتعويقهم كاف ، في أن ينتهوا ، كما تقول لمن تريد تهديده : يمكن أن أعلم عملك ، تريد أن الإمكان كاف في انقلاعه عن عمله السيئ (الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) والمعوق هو المثبط غيره عن الجهاد بتخويفه من الأعداء (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ) أحزابهم من المنافقين (هَلُمَّ إِلَيْنا) أي أقبلوا إلينا نتنحى عن القتال ناحية ، ولا نوقع