فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ
____________________________________
خارج المدينة بتوقع الظفر على الكفار (فَارْجِعُوا) إلى المدينة ، حتى لا يصيبكم ما يصيب محمدا والمسلمين من الكفار ، فقد زعموا أن الكفار يغلبون المسلمين لا محالة (وَيَسْتَأْذِنُ) أي يطلب الإذن ، في الرجوع إلى المدينة (فَرِيقٌ مِنْهُمُ) أي من أولئك المنافقين (النَّبِيَ) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم بنو حارثة ، وبنو سلمة (يَقُولُونَ) للرسول في عذرهم للانصراف (إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) أي ليست حصينة ، من عور إذا نقص ، ومنه الأعور ، ويقول الله سبحانه في تكذيب عذرهم (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) أي كذبوا في عذرهم ، إن بيوتهم لم تكن عورة يخشى عليها من اللصوص والأعداء ، فقد كانت حريزة حصينة (إِنْ يُرِيدُونَ) أي ما يريد هؤلاء المستأذنون (إِلَّا فِراراً) من الحرب وهربا من القتال وأتعابه.
[١٥] ثم يمثل الله سبحانه نفسية هؤلاء المنافقين ، بأنهم كانوا بحيث إذا دخل الأعداء المدينة ثم طلبوا من هؤلاء الشرك ، وأن يكونوا معهم في صف واحد مقابل المسلمين ، لأسرعوا في إجابتهم ، فكيف لم تكن بيوتهم عورة ، حينذاك ، وبيوتهم عورة ، حين كانوا مع المسلمين؟ (وَلَوْ دُخِلَتْ) المدينة ، أو البيوت (عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء المنافقين (مِنْ أَقْطارِها) أي من جوانبها ، بأن ظفر الكفار ، ودخلوا بيوت هؤلاء من جوانبها (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) أي سأل الكفار الغازون هؤلاء المنافقين ، أن يشركوا ويكونوا معهم في صف قبال الرسول وأصحابه